jesus for all
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المقارنة بين الكهنوت في القديم والجديد

اذهب الى الأسفل

المقارنة بين الكهنوت في القديم والجديد Empty المقارنة بين الكهنوت في القديم والجديد

مُساهمة من طرف † jos † الجمعة سبتمبر 11, 2009 10:17 am

المقارنة بين الكهنوت في القديم والجديد

قدم لنا الرسول بولس مقارنة بين الكهنوت اللاوي وكهنوت السيد المسيح، أهم بنودها:


أولاً: قيام الكهنوت الجديد وإبطال الكهنوت اللاوي يعني إبطال الوصية الأولى، إذ هي عاجزة عن الدخول بنا إلى الاقتراب إلى الله والإتحاد معه [ 18 – 19 ] إذ يُبتلع الرمز في المرموز إليه.

ثانيًا: كان الكهنوت اللاوي بدعوة إلهية لكن بدون قسم، لأنه مؤقت يحقق هدفه بظهور الكهنوت الأبدي الجديد المقام بقسم، إذ قيل: "أَقْسَمَ الرَّبُّ وَلَنْ يَنْدَمَ، أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَىرُتْبَةِ مَلْكِي صَادِقَ" [20] علامة ًضمان أفضل لعهد أفضل [٢1].

الأول عاجز عن تطهير الخطايا وتقديس النفس، أما الثاني فيحقق ما عجز عنه الأول.

ثالثًا: في الكهنوت القديم دُعي كهنة كثيرون حتى إذ يموت الواحد يبقى الكهنوت قائمًا بغيره: "وَأُولَئِكَ قَدْ صَارُوا كَهَنَةًكَثِيرِينَ، لأَنَّ الْمَوْتَ مَنَعَهُمْ مِنَ الْبَقَاءِ، وَأَمَّا هَذَافَلأَنَّهُ يَبْقَى إِلَى الأَبَدِ، لَهُ كَهَنُوتٌ لاَ يَزُول "[ُ٢٣-٢٤] علامة ضعف الكهنوت الأول أنه لم يرتبط بكاهنٍ واحدٍ، وإنما ارتبط ببني قهات جميعهم من سبط لاوي. كان رئيس الكهنة يفرح حين يلبس ابنه الثياب الكهنوتية ويحتل مركزه، إذ لا يقدر هو أن يخلد فيترك الكهنوت قائمًا في نسله، أما السيد المسيح فلا يقوى الموت عليه، لهذا يبقى كهنوته أبديًا لا يزول. بتجسده أعلن كهنوته، وبموته لم يفقد كهنوته، إذ لا يقدر الموت أن ينجسه ولا أن يوقف تيار شفاعته الكفارية، بل بالعكس موته هو أساس كهنوته إذ به قدم نفسه ذبيحة حب للآب، فصار الكاهن والذبيحة في نفس الوقت. قام السيد ليعلن أبدية كهنوته وسماوية ذبيحته فيبقي كهنوته دائمًا، وتبقي ذبيحته فعلاً لا يتكرر! لازال كهنوته عاملاً في كنيسته وذبيحته حاضرة لا تشيخ ولا تفنى. خلال هذا الكهنوت الفائق والذبيحة الفريدة تنعم الكنيسة بالعمل الكهنوتي والذبيحي في المسيح الكاهن والذبيح!

أعلن الرسول قوة هذا العمل بقوله: "فَمِنْ ثَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَ أَيْضًا إِلَى التَّمَامِ الَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ بِهِ إِلَى اللهِ، إِذْ هُوَ حَيٌّ فِي كُلِّ حِينٍ لِيَشْفَعَ فِيهِم" ْ[ 25 ] لم يمت إلى النهاية ولا استهلكت ذبيحته، لكنه حيّ أمام الآب يقدم ذبيحة نفسه عنا كسرّ تقديسنا. هذا هو ينبوع القوة التي منه يستمد الكهنة عملهم وتقدماتهم، فهم يمارسون الكهنوت بلبسهم المسيح الكاهن الأعظم، وما يقدمونه إنما ذات ذبيحة المسيح التي لا تتكرر!

رابعًا: كان رؤساء الكهنة والكهنة في العهد القديم خطاة كسائر الشعب، يحتاجون معهم إلى من يقدسهم، أما رئيس الكهنة يسوع فهو "قُدُّوسٌبِلاَ شَرٍّ وَلاَ دَنَسٍ، قَدِ انْفَصَلَ عَنِ الْخُطَاة،ِ وَصَارَ أَعْلَى مِنَالسَّماَوَات " [ 26 ] فإن كان قد صار كواحد منا، لكنه لا يزال القدوس وحده، المنفصل عن الخطاة المرتفع إلى السماوات، به وفيه نتقدس، ونجد لنا موضعًا في حضن أبيه السماوي. كهنة العهد القديم محتاجون إلى تقديم ذبائح أولاً عن أنفسهم ثم بعد ذلك عن خطايا الشعب، مكررين هذا العمل بلا انقطاع، أما رئيس الكهنة يسوع فقد " فَعَلَ هَذَا مَرَّةً وَاحِدَةً، إِذْ قَدَّمَ نَفْسَهُ. فَإِنَّ النَّامُوسَ يُقِيمُ أُنَاسًا بِهِمْ ضُعْفٌ رُؤَسَاءَ كَهَنَةٍ. وَأَمَّا كَلِمَةُ الْقَسَمِ الَّتِي بَعْدَ النَّامُوسِ فَتُقِيمُ ابْنًا مُكَمَّلاً إِلَى الأَبَد" ِ[ 27 – 28 ] ، وشتان ما بين الناس الذين بهم ضعف والابن الكامل الأبدي!

عب 8 : 1 – 13
المسيح رئيس الكهنة السماوي



تربى معلمنا بولس الرسول عند قدمي غمالائيل، قائد إحدى مدرستي اليهود التقليديتين، وكان الكل يأمل أن يتسلم التلميذ قيادتها بعد معلمه بسبب غيرته الملتهبة نحو تراث آبائه وتقاليدهم، فقد اُبتلع قلبه كله، وامتصت أحاسيسه تمامًا في عشق الهيكل بكل طقوسه. الآن يواجه المسيحيين الذين هم من أصل عبراني ليحدثهم عن حقيقة جديدة تبدو في ظاهرها مناقضة لكل خبراتهم الماضية، وهي أن الكاهن الأعظم الجديد سماوي، جاء ليرفع الإنسان بكل حياته وسلوكه وعبادته إلى السماويات، فلا نكوص إلى ما كان عليه العبرانيون. دخل بنا إلى السماويات عينها فلا رجعة إلى الظلام. قدم لنا ذاته رئيس كهنة جديد، وذبيحة جديدة، ودخل بنا إلى هيكل جديد، ليقوم بعملٍ جديدٍ لحسابنا.

1. كهنوت سماوي ١ - ٦.

2. عهد سماوي ٧ - ١٣.

1. كهنوت سماوي

"وَأَمَّا رَأْسُ الْكَلاَمِ فَهُوَ أَنَّ لَنَا رَئِيسَ كَهَنَةٍ مِثْلَ هَذَا،

قَدْ جَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ الْعَظَمَةِ فِي السماوات" [١].

رأس الكلام أو نهاية ما نبتغيه هو أن لنا رئيس كهنة سماوي يخدم باسمنا ولحسابنا وهو جالس في يمين عرش الآب في السماوات. إن كان السيد المسيح هو رئيس الكهنة الفريد على رتبة ملكي صادق قد جاء بقسم يحمل كهنوتًا أبديًا يخدم في السماوات، أمامه يختفي الكهنوت اللاوي الذي ارتبط بخدمة الخيمة أو هيكل أورشليم، فإن هذا كله إنما هو "لنا". وكأن الرسول يود أن يؤكد لهم أن ما ورد في الرسالة ليس من أجل الجدال الفكري بل هو مكسب عملي به صار "لنا" هذا الكاهن الجديد بخدمته الجديدة. ما خسره هؤلاء العبرانيون بإيمانهم بالسيد المسيح إنما هو فقدان للظل من أجل التمتع بالحق، وحرمان من شبه السماويات لأجل الدخول في السماويات عينها.

"لنا" رئيس كهنة، قدم ذاته لنقتنيه، فنقول "حبيبي لي" (نش ٢: ١٦). في القديم كان رئيس الكهنة يمثلني ويخدم في القدس نائبًا عني، لكنني لا أقدر أن أقتنيه لي في داخلي، أما رئيس الكهنة الجديد فأعطاني ذاته ملكًا لي. هذا ما أكده الملاك للرعاة: "إنه وُلد لكم" (لو ٢: ١١)، وما يتمتع به إشعياء النبي وإن كان خلال النبوة "لأنه يولد لنا ولد" (إش ٩: ٦).

لا يقلل الرسول من شأن الكهنوت اللاوي، إذ كان الكهنة "يَخْدِمُونَ شِبْهَ السَّمَاوِيَّاتِ وَظِلَّهَا، كَمَا أُوحِيَ إِلَى مُوسَى وَهُوَ مُزْمِعٌ أَنْ يَصْنَعَ الْمَسْكَنَ. لأَنَّهُ قَالَ: انْظُرْ أَنْ تَصْنَعَ كُلَّ شَيْءٍ حَسَبَ الْمِثَالِ الَّذِي أُظْهِرَ لَكَ فِي الْجَبَلِ" [5]. أما خدمة العهد الجديد فهي خدمة العهد الأفضل بالدخول في السماويات.

إذ كان كهنة العهد القديم من تراب وأقامهم الله لخدمته بقيت خدمتهم لظل السماويات، أما كاهننا فسماوي، وهيكله الذي يخدمه هو السماوات عينها. ما هو هذا الهيكل السماوي إلاَّ كنيسة العهد الجديد التي تحمل السمة السماوية، إذ صارت سيرتنا في السماويات (في ٣: ٢٠)، وعبادتنا أيضًا سماوية. في هذا يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [الكنيسة سماوية! إنها ليست إلاَّ السماء]، [صارت لنا السماء عوض الهيكل، بعد أن قادنا إلى السماء. فإن تلك الأمور كانت رمزًا لما صرنا نحن عليه، خلالها تمجدت خدمة (العهد الجديد) وظهر مجد الكهنوت كما يليق.] كما يقول: [أمورنا سماوية، صارت السماويات لنا حتى وإن كانت تمارس ونحن على الأرض، وذلك مثل الملائكة الذين يدعون سمائيون حتى وإن كانوا على الأرض. لقد ظهر الشاروبيم على الأرض ومع هذا فهم سمائيون... وأيضًا "سيرتنا هي في السماوات" (في ٣: ٢٠)، حتى وإن كنا نعيش هنا... إن كنا سمائيين وحصلنا على ذبيحة كهذه فلنخف! لا نبقى على الأرض، ففي استطاعتنا إلاَّ نكون على الأرض من الآن إن أردنا ذلك! فإن الوجود على الأرض أو عدمه هو حالة سلوكية ومحض اختيار! كمثال يُقال عن الله أنه في السماء؛ لماذا؟ ليس لأنه محدود بحيز معين (السماء)، حاشا! ولا بمعنى أنه ترك الأرض خالية من حضرته، وإنما يُقال هذا بسبب علاقته بالملائكة والتصاقهم به. فإن كنا قريبين من الله إنما نكون في السماء. فإنني ماذا أعني بالسماء؟ إنني أرى رب السماء وأصير أنا نفسي سماء! إذ يقول: "نأتي (أنا والآب) وعنده نصنع منزلاً" (يو ١٤: ٢٣). إذن لتكن نفوسنا سماء.]
2. عهد جديد



بدخولنا إلى الهيكل السماوي الجديد في خدمة سماوية عوض الهيكل القديم، بقيادة رئيس الكهنة السماوي، دخلنا في العهد الجديد الذي طالما اشتاق إليه الأنبياء، إذ يقول الرسول: "فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ ذَلِكَ الأَوَّلُ بِلاَ عَيْبٍ لَمَا طُلِبَ مَوْضِعٌ لِثَانٍ. لأَنَّهُ يَقُولُ لَهُمْ لاَئِمًا: هُوَذَا أَيَّامٌ تَأْتِي يَقُولُ الرَّبُّ، حِينَ أُكَمِّلُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَمَعَ بَيْتِ يَهُوذَا عَهْدًا جَدِيدًا. لاَ كَالْعَهْدِ الَّذِي عَمِلْتُهُ مَعَ آبَائِهِمْ يَوْمَ أَمْسَكْتُ بِيَدِهِمْ لِأُخْرِجَهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَثْبُتُوا فِي عَهْدِي، وَأَنَا أَهْمَلْتُهُمْ يَقُولُ الرَّبُّ" [٧-٩].

هذه هي غاية الكتاب المقدس: دخول الله مع الإنسان في عهد. ففي البداية إذ سقط الإنسان الأول في الفردوس لم يتخلَ الله عنه، وإنما دخل معه في عهدٍ أن يقيم من نسل المرأة من يسحق رأس الحية (تك ٣: ١٥). وحين دخل العالم تحت عقوبة الطوفان، وتجددت الخليقة بالمياه أقام الله عهدًا مع نوح وجعل العلامة قائمة في الطبيعة (قوس قزح) (تك ٩: ٩)، هذه العلامة تظهر حول العرش الإلهي (رؤ ٤: ٣؛ ١٠: ١). ومع إبراهيم أب الآباء أقام الله عهدًا خلال علامة في الجسد، أي الختان (تك ١٧). وأخيرًا دخل الله مع الشعب في عهد خلال موسى النبي على جبل سيناء إذ أخرجهم من أرض العبودية ممسكًا بيدهم ليدخل بهم إلى أرض العهد، أما العلامة فهي الدم الذي رُش على لوحي العهد أو كتاب العهد والمذبح كل ما يستخدم في العبادة. أما استخدام الدم لتثبيت العهد فنعود إليه بشيء من التفصيل في الأصحاح التالي إن أذن الرب.

إذن العهد مرّ بمراحل كثيرة، أولاً مجرد وعد (مع آدم)، أكده بعلامة طبيعية (مع نوح) ثم علامة مرتبطة بالجسد (مع إبراهيم) وأخيرًا علامة الدم (مع موسى)... وماذا كان مصير هذا العهد؟ لقد تعبد الشعب للعجل الذهبي قبل نزول موسى من الجبل، إذ سمع صوت الرب له: "اذهب، انزل، لأنه قد فسد شعبك الذي أصعدته من أرض مصر" (خر ٣٢: ٧). حاسبًا الرب إياه شعب موسى (فسد شعبك) وليس شعبه، هو نقض العهد حتى "حمي غضب موسى وطرح اللوحين من يديه وكسرهما في أسفل الجبل" (خر ٣٢: ١٩). وكأن موسى قد أعلن عن كسر العهد، وعجز الإنسان عن الحفاظ عليه. هذا ما دفع الأنبياء في العهد القديم إلى التطلع إلى عهدٍ جديدٍ بسماتٍ جديدةٍ قادر على تغيير قلب الإنسان والدخول إلى الحياة الداخلية لكي لا يكسر الإنسان العهد. فيقول إرميا النبي: "ها أيام تأتي يقول الرب وأقطع مع بيت إسرائيل ومع بيت يهوذا عهدًا جديدًا، ليس كالعهد الذي قطعته مع آبائهم... بل هذا هو العهد الذي أقطعه مع بيت إسرائيل بعد تلك الأيام يقول الرب: أجعل شريعتي في داخلهم، وأكتبها على قلوبهم، وأكون لهم إلهًا، وهم يكونون لي شعبًا" (إر ٣١: ٣١ - ٣٣). كما يقول حزقيال النبي: "وأقطع معهم عهد سلام فيكون معهم عهدًا مؤبدًا وأقرهم وأكثرهم وأجعل مقدسي في وسطهم إلى الأبد، ويكون مسكني فوقهم، وأكون لهم إلهًا، ويكونون لي شعبًا" (حز ٣٧: ٣٦، ٣٧).

العهد الجديد ليس كالعهد القديم منقوش على حجارة خارجية، إنما يسجله الروح القدس في أعماقنا، إذ يمس حياتنا الداخلية حيث ملكوت الله فينا... "يَقُولُ الرَّبُّ: أَجْعَلُ نَوَامِيسِي فِي أَذْهَانِهِمْ، وَأَكْتُبُهَا عَلَى قُلُوبِهِمْ، وَأَنَا أَكُونُ لَهُمْ إِلَهًا، وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْبًا" [١٠].

ينقش الروح القدس هذا العهد في داخلنا ويكون الله نفسه هو معلمنا، إذ يقول الرسول: "ولا يُعَلِّمُونَ كُلُّ وَاحِدٍ قَرِيبَهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ أَخَاهُ قَائِلاً: اعْرِفِ الرَّبَّ، لأَنَّ الْجَمِيعَ سَيَعْرِفُونَنِي مِنْ صَغِيرِهِمْ إِلَى كَبِيرِهِمْ" [١١]. في العهد الجديد لا يتقدم السيد المسيح كمعلم خارج عنا يقدم لنا وصاياه، لكنه دخل إلينا، في حياتنا، ليغير طبيعتنا ويجددها بروحه القدوس، ويكون هو نفسه الوصية والحياة والقيامة والبرّ فينا!
† jos †
† jos †
مشرف عام
مشرف عام

عدد الرسائل : 301
علم بلدك : المقارنة بين الكهنوت في القديم والجديد Imageseo5
تاريخ التسجيل : 30/12/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى